وتعد مشاكل التأخر النمائي للأطفال من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً والتي يمكن أن تؤثر على حياة الطفل بشكل كبير، وتشمل هذه المشاكل مشاكل في النمو الجسدي واللغوي والاجتماعي والعاطفي. وإذا لم يتم الكشف عن هذه المشاكل في وقت مبكر، فإنها قد تؤثر بشكل سلبي على حياة الطفل في المستقبل، وتؤثر على نموه وتطوره العقلي والجسدي والاجتماعي.

ويجب على الأهل والأمهات والمؤسسات الصحية والتعليمية والمجتمع في المجمل العمل سوياً لتعزيز الكشف المسحي عن مشاكل التأخر النمائي للأطفال وتوفير الدعم والرعاية اللازمة لهم، وذلك يساعد على تحسين صحة وتنمية الأطفال وجودتها في المستقبل.

يتم المسح الميداني للاكتشاف المبكر لمشاكل التأخر النمائي بشكل عام عن طريق إجراء فحص دوري للأطفال في المراحل العمرية الحرجة. ويشمل ذلك الفحص الجسدي واللغوي والنفسي والاجتماعي والعاطفي. ويشمل ذلك الفحص المنتظم للأطفال الذين يتراوح أعمارهم بين الولادة و 5 سنوات.
ويتم المسح الميداني عادةً عن طريق زيارة الأطباء والممرضين إلى المدارس والروضات والمناطق المجتمعية لإجراء الفحص اللازم. ويمكن أيضاً إجراء الفحص في العيادات الصحية أو المستشفيات.

ويشمل الفحص الميداني عادةً الفحص الجسدي للأطفال، والفحص اللغوي والنفسي والاجتماعي والعاطفي. ويتم ذلك عادةً باستخدام استمارات تقييم محددة تحتوي على مجموعة من الأسئلة والاختبارات المختلفة التي تساعد في تحديد أي مشاكل في النمو والتطور العقلي والجسدي للطفل.

وفي حالة الكشف عن أي مشكلة في النمو، يمكن توجيه الأسرة إلى العلاج والرعاية المناسبة والمتخصصة. وتعد هذه الخطوة هامة جداً لتحسين صحة الأطفال وتطويرهم العقلي والجسدي والاجتماعي والعاطفي.

الكشف المسحي يشمل المسح الميداني لمنطقة محددة او لفترة زمنية محددة أو حالات محددة مثل حالات عالية المخاطر المتوقع إصابتها بإعاقة كحالات :-
– الحقن المجهري : حيث أن أكثر من 58% من اطفال الأنابيب يعانون من إعاقة ذهنية
– زواج الأقارب : حيث أنه من اخطر و أكثر الأسباب المسببة للإعاقة الذهنية
– وجود حالات إعاقة من الأشقاء السابقين
– وجود حالات إعاقة بالعائلة
– توابع الحمل و الولادة الغير آمنه

هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها لتعزيز المسح الميداني  عن مشاكل التأخر النمائي للأطفال، وتشمل بعض هذه الخطوات:

1- تقديم التوعية والتثقيف للوالدين والأمهات حول مشاكل التأخر النمائي وأهمية الكشف المبكر. يمكن تقديم هذه التوعية من خلال العيادات الصحية والمدارس والمجتمعات المحلية.

2- تقديم الدعم والتوجيه للوالدين والأمهات حول كيفية التعرف على علامات التأخر النمائي وما يجب القيام به في حال تم الكشف عنها.

3- توفير الفحوصات الطبية المناسبة للأطفال الذين تشير العلامات إلى وجود مشاكل في النمو الجسدي واللغوي والاجتماعي والعاطفي.

4- تطوير برامج الفحص المسحي وتوفيرها في المدارس والروضات والعيادات الصحية والمجتمعات المحلية بهدف زيادة عدد الأطفال الذين يتم فحصهم.

5- توفير التمويل اللازم لدعم البرامج المسحية وتطويرها وتوفير المعدات الطبية والتقنيات اللازمة لتحسين جودة الخدمات الصحية.

6- التعاون والتنسيق بين المؤسسات الصحية والتعليمية والمجتمعية لضمان أن يتم توفير الخدمات اللازمة للأطفال الذين يحتاجون إليها.

7- تشجيع الأطباء والممرضين على الكشف المبكر عن مشاكل التأخر النمائي وتوجيه الوالدين والأمهات حول كيفية التعامل معها.

8- توفير التدريب والتطوير المستمر للكوادر الصحية والتعليمية حول كيفية الكشف المبكر عن مشاكل التأخر النمائي وكيفية التعامل معها.

بشكل عام، يمكن إدخال تلك الخطوات وغيرها من التدابير لتحسين الكشف المسحي عن مشاكل التأخر النمائي، وذلك يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة الرعاية الصحية للأطفال وتطوير مهارات الوالدين في التعامل مع هذه المشاكل